الزمالك "بيشتغل" عند الأهلى!

ayman الإثنين يوليو 12, 2010 10:49 am

ليس فقط الإسماعيلى "مخزن" الأهلى الذى يسحب منه احتياجاته من النجوم.. بل الزمالك "كشاف" الأهلى أو "بيشتغل" عند الأهلى وقت الحاجة.. ومن العبث وقلة الحيلة اتهام الأهلى بالسطو على نجوم الأندية واحتكار سوق الانتقالات لأن أى نادٍ آخر لو امتلك إمكاناته وقدراته الجاذبة فى التعاقدات لما تردد ثانية واحدة فى استغلال قدرته لمصلحته ما دامت السوق حرة والمنافسة مفتوحة، والجمهور لا يعترف إلا بالحصاد الأخير فى الملعب ويستمتع جداً بالانتصارات فى حرب النجوم التى لم تعد حرباً بين طرفين بل هجوماً من طرف ودفاعاً مشروخاً من طرف آخر فيسجل المهاجمون أهدافاً طوال الوقت، ولا يرد الخصم ولو بهجمة مرتدة يفلت منها بلاعب.. وطبعاً سوف نستثنى الإسماعيلى من دخول الجبهة لأنه لا يحارب بل يكتفى بالاختفاء فى الخندق، ربما لا يستطيع الإفلات من صواريخ ومدفعية الأهلى.. وهو نادى تعود أن يضحى دائماً بالجنين من أجل أن تعيش الأم.. ولا أدرى لماذا شارك فى بطولة أفريقيا وهو دائم الانشغال ببيع نجومه من أجل أن يوفر تكاليف المشاركة.

أما الزمالك.. فهو متميز فى لعب دور "الكشاف" يكشف عن النجوم، ويشير إليها فيذهب الأهلى ليتعاقد معهم.. لم يكن أحد يعرف "جدو" إلا عندما قدمه الزمالك بتوقيع سرى فانتزعه الأهلى مثل نزع الشعرة من العجين، ولا يهم ما هى طريقة النزع، فكل شىء مباح فى حرب لا نهاية لها مع اتحاد لعبة ليس له علاقة بكرة القدم سوى المساهمة مع آخرين فى إدارة المنتخب الوطنى الأول.. ورغم ذلك نرى هؤلاء الصحفيين الذين هاجموا الاتحاد يتحولون فجأة إلى الاتجاه المعاكس، ويهاجمون المجلس القومى الذى ينفذ حكماً قضائياً.. نحن أمام "تركيبة" غريبة متعددة الأطراف تدير اللعبة حسب أهواء لا علاقة لها بنظام أو منظومة أو فكر أو مصلحة عامة.

الأهلى ليس ملاكا من السماء عليه أن يكون ملكياً أكثر من الملك.. وليس مطلوباً منه أن تأخذه الرحمة والعطف وهو يرى الزمالك يقترب من لاعبه السابق حسام غالى ويجلس ينتظر النتيجة أو ينتظر نهاية الخلاف بين ممدوح عباس ونائبه رءوف جاسر.. هو يعمل من منطلق جماهيرى ومسئولية أمام مشجعيه، بينما يبدو الزمالك وكأن مسئوليه يحاضرون فى ندوة أو فى جامعة عن ضوابط السوق ودراسات الجدوى.. ومع احترامى الشديد لرأى رءوف جاسر فى ضرورة مراعاة الظروف المالية والبعد عن تعاقدات النجوم الكبار حرصاً على أولويات المصلحة العامة للنادى.. فإن ذلك لا يناسب إلا الشركات التى تعمل فى بناء الطرق أو تصنيع السلع، ولا علاقة لها بردود أفعال دائمة وفورية للرأى العام.. فمن يدير مؤسسة جماهيرية عليه أن يعطى أولوية لمتطلبات شعبية مؤسسته.. ويستحيل أن تراهن على فريق لا يملك نجوماً، ولا تعرف البطولات والألقاب طريقها إلا إلى الفريق الذى تديره أقدام وعقول النجوم.. وهذه هى نظرية الأهلى التى جعلته ناجحاً على الدوام.. وهى التى جعلته لا يفكر فى أزمته المالية مثلما يفكر الزمالك.. فالأولوية للنجاح ثم يأتى بعد ذلك تدبير التكلفة حتى لو كان ذلك الفكر يناقض نظريات السوق.. لأن لمصر طبيعة خاصة ومن لا يعرف ذلك عليه أن يعيش فى بلد آخر.